أنا
لا أفهم
هذه العبارة
كان صبي صغير
يبيع الجرائد
عند ناصية
الشارع،
والمارة
يندفعون
في كل اتجاه
لتفادي
البرد الشديد
قبل حلول
عيد الميلاد.
كان هذا
الصبي الصغير
يرتجف من
هبوط درجة
الحرارة
حتى
أنه لم يبال
ببيع الجرائد
بقدر ما
كان يبحث
عن مأوى
يتفادى
فيه المقرّ
القارص.
مشى حتى
وصل إلى
رجل الأمن
الذي كان
واقفاً
بالقرب
منه
وسأله:
يا سيد،
هل تعرف
أي مكان
دافئ، لصبي
فقير مثلي،
يقضي فيه
هذه الليلة
الباردة؟
إني
أنام في
ذلك الصندوق
الخشبي
هناك في
الناصية
الأخرى
من الشارع.
ولكن،
هذه الليلة
ستكون شديدة
البرودة!!
فلشدّ ما
أتمنّى
لو يتأمّن
لي مكان
دافئ لأمكث
فيه.
نظر رجل
الأمن بإمعان
إلى هذا
الصبي الصغير
وقال
له: اذهب
إلى ذلك
البيت الكبير
الأبيض
في طرف الشارع
واقرع الباب،
وعندما
يُفتح لك
قل لهم: يوحنا 16:3،
فسيسمحون
لك بالدخول.
فعل هذا
الصبي كما
قيل له؛
صعد السلم
وقرع الباب،
وفتحت
له سيدة
البيت،
ثم رفع رأسه
وقال لها:
"يوحنا
16:3"!
قالت له
السيدة:
تفضّل يا
بنيّ، ادخل.
أدخلته
وأجلسته
على كرسي
مريح مقابل
موقدة كبيرة
وقديمة،
ثم خرجت!!
جلس الصبي
يستدفئ
لبرهة ثم
قال لنفسه:-
يوحنا 16:3؟!!
أنا لا أفهم
هذه العبارة...
لكنها
بالفعل
تدفّئ صبياً
صغيراً
مثلي من
البرد القارص!
وبعد قليل
رجعت وسألته:
هل أنت جائع؟
قال: نعم،
إني جائع.
لم آكل منذ
يومين. وأستطيع
أن أتناول
قليلاً
من الطعام.
عندئذ أخذته
إلى المطبخ
وأجلسته
إلى طاولة
عليها أشهى
المأكولات.
فأخذ
يأكل ويأكل
حتى اتخم.
عندئذ قال
لنفسه:
- يوحنا 16:3؟!! أنا
لا أفهم
هذه العبارة،
لكنها
حقاً تشبع
صبياً جائعاً
مثلي.
ثم أخذته
إلى حوض
استحمام
كبير مليء
بمياه دافئة،
فجلس فيه
ينقع جسمه
المتسخ،
وبعدها
قال لنفسه:
- يوحنا 16:3؟!!
أنا لا أفهم
هذه العبارة،
لكنها حقاً
تنظّف صبياً
متّسخاً
مثلي!
أنا لم أستحم
استحماماً
حقيقياً
في حياتي
كلها. الاستحمام
الوحيد
الذي حصلت
عليه
كان
عندما وقفت
أمام صنبور
إطفاء النار
أثناء تنظيفه.
ثم أتت هذه
السيدة
وأدخلته
إلى غرفة
النوم وغطّته
إلى أعلى
كتفيه،
ثم
قبّلته
وقالت: "تصبح
على خير"...
وأطفأت
النور وخرجت.
وبينما
جلس قابعاً
في فراشه،
تطلع إلى
خارج النافذة
ورأى الثلج
يتساقط
في تلك الليلة
الباردة،
ثم قال لنفسه:
- يوحنا
16:3؟!! أنا لا
أفهم هذه
العبارة،
لكنها
بالفعل
تريح صبياً
تعباً مثلي.
وفي الصباح
التالي،
أتت هذه
السيدة
وأخذته
إلى طاولة
مليئة بالطعام
الشهي.
وبعد
أن أكل وشبع،
أخذته ليستدفئ
أمام الموقدة،
وتناولت
كتاباً
كبيراً
قديماً
جداً،
كُتب
عليه "الكتاب
المقدس".
ثم جلست
مقابله
وتطلعت
إلى وجهه
الصغير
وسألته
بلطف:
- أتفهم ماذا
تعني هذه
العبارة
يوحنا 16:3؟!
أجابها:
لا يا سيدتي.
لا أعرف.
لكنني سمعتها
لأول مرة
ليلة أمس
عندما
قال لي رجل
الأمن أن
أستخدمها
لكي أدخل
إلى هنا.
ثم فتحت
الكتاب
المقدس
وأخذت تقرأ
من يوحنا
16:3 وتخبره
عن يسوع.
وهناك،
أمام الموقدة
الكبيرة
القديمة،
سلّم
قلبه وحياته
للرب يسوع.
فجلس وقال
لنفسه:
- يوحنا 16:3؟!!
لا أفهم
هذه العبارة،
لكنها حقاً
تجعل من
صبي هالك
ينعم بالحياة
الأبدية.
عزيزي ،
أعترف لك
بأنني أنا
أيضاً لا
أفهم كيف
أن الله
قد
أرسل ابنه
إلى هذا
العالم
لكي يولد
في مذود
وضيع حتى
يموت بديلاً
عني وعنك!
أنا لا أفهم
كم تألم
الله الآب،
وكل ملائكة
السماء،
وهم يشاهدون
يسوع وهو
يقاسي العذاب
الأليم
على
صليب الجلجثة
ويموت!!
أنا لا أفهم
عمق هذه
المحبة
التي ثبّتت
يسوع على
صليب العار
حتى النهاية!!
أنا
لا أفهم
ذلك، لكنها
بلا شك تجعل
الحياة
جديرة لأن
نحياها!!
"لأنه هكذا
أحبّ الله
العالم
حتى بذل
ابنه الوحيد،
لكي لا يهلك
كل من يؤمن
به
بل تكون
له الحياة
الأبدية"
(يوحنا 16:3). |